27 مارس مركز الدوحة لحوار الأديان وجمعية الكشافة والمرشدات القطرية ينظمان غبقة رمضانية لقادة مدارس الجاليات تحت شعار: “شهر رمضان.. قيَمُه ورسائلُه الإنسانية”
في أجواء تسودها روح التآخي والتعايش، نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالتعاون مع جمعية الكشافة والمرشدات القطرية، غبقة رمضانية جمعت قادة الكشافة وممثلي الجاليات المقيمة في قطر، بالإضافة إلى مديري مدارس الجاليات الأجنبية، وذلك تحت شعار “شهر رمضان.. قيَمُه ورسائلُه الإنسانية”. أُقيمت الغبقة الرمضانية في مقر جمعية الكشافة والمرشدات القطرية بتاريخ 18 مارس 2025.
استُهلت الفعالية بكلمة ترحيبية ألقتها عريفة الحفل السيدة ياسمين أبو غزالة، حيث رحبت بالحضور قائلة: “مساء الخير، ضيوفنا الكرام، القادة الأفاضل، وأصدقاؤنا الأعزاء، نرحب بكم في هذا اللقاء الرمضاني المميز لقادة مدارس الجاليات، والذي يُنظَّم تحت رعاية سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ورئيس جمعية الكشافة والمرشدات القطرية.”
وأشارت السيدة ياسمين إلى أن هذا التجمع يهدف إلى تعزيز التضامن والتعايش والاحترام المتبادل داخل المجتمع، مؤكدةً أن شهر رمضان يمثل فرصة للتأمل في القيم الإنسانية العميقة، والتعاون من أجل بناء روابط مجتمعية أقوى من خلال التعليم والقيادة والإيمان.
ثم دعت السيدة ياسمين الحضور للترحيب بسعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي لإلقاء كلمته الافتتاحية، مشيرةً إلى دوره الكبير في دعم الحوار بين الأديان والثقافات وتعزيز التفاهم بين الجاليات المختلفة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد سعادة الأستاذ الدكتور النعيمي على أهمية الشهر الكريم في ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، مشيرًا إلى أن القيم التي يجسدها رمضان تتجاوز الحدود الدينية والثقافية، لتكون نقطة التقاء تجمع بين البشر بمختلف انتماءاتهم.
وقال سعادته: “رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو مدرسة في تعزيز الروابط الإنسانية، ونشر ثقافة العطاء والتآخي. وما نجتمع عليه اليوم يعكس صورة قطر الحقيقية كبيئة تحتضن التعددية الدينية والثقافية، وتشجع على الحوار والتعاون بين مختلف الجاليات.”
تخلل الحدث عدد من الفعاليات التي سلطت الضوء على تجارب ناجحة في تعزيز قيم التعايش والتضامن خلال شهر رمضان، حيث شارك السيد خالد فخرو، المهندس البترولي في قطر للطاقة، ومدير التعاون في قطر الخيرية، والذي كرس جهوده لدعم الجالية الهندية على مدار 15 عامًا، إلى جانب دوره كمدرب كرة قدم في نادي السد الرياضي.
وخلال كلمته، تحدث السيد فخرو عن مبادراته المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز التضامن بين الجاليات المختلفة في قطر، وخاصة خلال شهر رمضان، حيث أشار إلى أن هذا الشهر الكريم يمثل فرصة لتعزيز التواصل والتعاون بين مختلف فئات المجتمع.
وأكد فخرو أن الرياضة والعمل الخيري يمكن أن يكونا وسيلتين فعالتين لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، مشيرًا إلى أن دعم الجاليات في قطر خلال رمضان لا يقتصر فقط على المساعدات المادية، بل يشمل أيضًا بناء بيئة مجتمعية متماسكة قائمة على التفاهم والتسامح.
وفي هذا السياق، أكّد الأستاذ الدكتور النعيمي على دور الأفراد والمؤسسات في نشر قيم التعايش والتعاون المجتمعي، قائلاً: “المدارس ليست مجرد أماكن للتعليم الأكاديمي، بل هي ساحات للحوار والتفاعل الثقافي. وما نشهده من تعاون بين المدارس والجاليات والكشافة هو نموذج مُلهِم لكيفية استثمار التنوع في بناء مجتمع أكثر ترابطًا وانسجامًا.”
كما ألقى الشيخ أحمد جابر عتيق الدوسري، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كلمة حول القيم المستمدة من الصيام وأثرها في تعزيز التماسك المجتمعي والتسامح. وأوضح الشيخ أحمد كيف أن رمضان يعلّم الصبر، والتواضع، والتضامن مع المحتاجين، وهي قيم تساعد في بناء مجتمعات متماسكة تقوم على مبادئ الرحمة والتعاون.
وأشار الأستاذ الدكتور النعيمي إلى أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز التواصل بين الأديان والثقافات المختلفة، قائلاً: “إن تعزيز التعاون بين المؤسسات المختلفة، سواء كانت تعليمية أو مجتمعية أو كشفية، يساهم في نشر القيم الإنسانية المشتركة التي تدعم الاستقرار المجتمعي وتعزز روح التضامن.”
اختُتمت الفعالية بمأدبة غبقة جمعت الحضور في أجواء رمضانية دافئة، حيث تبادل المشاركون التجارب والأفكار حول أفضل السبل لترسيخ قيم رمضان في البيئة المدرسية والمجتمع.
وأعرب المشاركون عن تقديرهم لهذه المبادرة التي جمعت بين الحوار الثقافي والتفاعل الإنساني، وأكدوا على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات في المستقبل، لتعزيز التواصل وبناء جسور التفاهم بين الجاليات المختلفة في قطر.
Sorry, the comment form is closed at this time.